الخميس، 3 سبتمبر 2009

العلاّمة الداعية المجاهد " الفضيل الورتلاني "




.


من أعلام الفكر والأدب والسياسة والإصلاح في (الجزائر) خصوصاً، وفي الوطن العربي عموماً،

.
العلاّمة الداعية المجاهد الشيخ (الفضيل الورتلاني: 1900-1959) الذي كان ذا أثر فكري إصلاحي بالغ في العالم الإسلامي بصفة عامة، ومنه (الوطن العربي) خاصة.


خاض النضال السياسي على الجبهة الجزائرية مع الاحتلال الفرنسي، كما خاض النضال الفكري والإصلاحي عربيا‌ً خصوصاً، وإسلامياً عموماً، جاعلاً من قضية العرب والمسلمين شاغله حتى عن أوجاعه، وأمراضه المتألبة التي لم تمهله حتى أجهزت عليه ذات يوم في (أنقرة) يوم (12 مارس 1959).‏

.

ولد (الفضيل بن محمد حسين الورتلاني) في بلدية (بني ورتلاني) بولاية (سطيف) في (الجزائر) يوم (2/6/1900م) لأسرة عريقة في العلم، والثقافة الإسلامية، حيث حفظ القرآن الكريم، ودرس مبادئ العربية والعلوم الشرعية، لينتقل بعد ذلك إلى مدينة (قسنطينة) سنة (1928) حيث درس على أستاذ الجيل المصلح الجزائري، الشيخ (عبد الحميد بن باديس) ولم يلبث حتى بات منذ سنة (1932) مساعداً له في التدريس، و"متجوّلاً لصالح مجلة (الشهاب) ومرافقاً لابن باديس في بعض رحلاته بالوطن، مشاركاً بقلمه في كل من (البصائر) و(الشهاب) بروح وطنية متوثبة، وشعور ديني ملتهب.‏ ولإمكاناته الفكرية ومعارفه العلمية الدينية وقدرته على الخطابة وإجادة الاتصال، أوفدته (جمعية العلماء المسلمين الجزائرين) إلى (باريس) سنة 1930 لنشر فكرها الإصلاحي، وتعهّد شؤون المغتربين الدينية"(1).‏ فاستطاع أن يكون (الداعية) المخلص الناجح الذي أحدث نحو ثلاثين مركزاً ونادياً للدعوة، في فرنسا، خصوصاً في (باريس) حيث عمل لتوثيق روابط الأخوة والمحبة والتعاون بين أبناء الجاليات الإسلامية، انطلاقاً من قوله تعالى: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى" وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" وهو الموضوع الذي عالجه في إحدى مقالاته بعنوان "التعاون مقدس، والتعارف أقدس" فكتب بعد التمهيد بالآية السابق ذكرها: "هذا كلام عربي مبين، ومع ذلك فإنا نجد العرب والمسلمين في هذه الأيام أزهد خلق الله في التعارف، وأزهد ما يكونون مع أخوانهم في الجنس واللغة والدين والمصلحة".‏


.










هذا النشاط القومي الديني الإصلاحي بمضمونه السياسي جعله موضع ترصّد واهتمام لدى السلطات الفرنسية، خصوصاً ونذر الحرب (العالمية الثانية) تلوح في الأفق، حتى بات مستهدفاً من (البوليس الفرنسي) للقبض عليه وسجنه فعمل للفكاك مما يدبّر له في أجهزة البوليس الفرنسي، فكان الشخص الذي "أنقذه.. وساعده على الخروج سراً من فرنسا ونجا بأعجوبة من إلقاء القبض عليه هو أمير البيان العربي شكيب أرسلان، وكان من أعزّ أصدقاء الشيخ الورتلاني.. مع نخبة من علماء المشرق العربي من مختلف الأقطار العربية الإسلامية المتواجدين آنذاك بالعاصمة الفرنسية خلال فترة مهمته بفرنسا".‏

.


فكانت وجهته إذن سنة 1940 (القاهرة) حيث آثر الانتساب إلى (الأزهر) فحصل على شهادته (العالمية) في "كلية أصول الدين والشريعة الإسلامية" مواصلاً جهاده القومي الوطني، للتعريض بالاستعمار الفرنسي في (الجزائر) وخدمة "القضية الجزائرية، وقضايا المسلمين عموماً، فأسس مثلاً سنة (1942م) (اللجنة العليا للدفاع عن الجزائر) كما أسس سنة (1944) (جبهة الدفاع عن شمال إفريقيا) ثم مكتب (جمعية العلماء المسلمين) في (القاهرة) سنة (1948م) الذي استقبل فيه الشيخ (محمد البشير الإبراهيمي) سنة (1952م) وقد صار عضواً في تنظيم حركة (الأخوان المسلمين) حتى اتهم بالمشاركة في محاولة انقلابية في (اليمن) قتل فيها (يحيى حميد الدين) إمام اليمن (1869-1948م) فقبض عليه هناك ثم أفرج عنه مع من شملهم العفو الذي سخر منه (الإبراهيمي) في مقالة نشرها في البصائر معرّضاً بالنظام القائم على الهوى لا على القانون(1).
.

‏ ولم تعلن الثورة الجزائرية (1954) حتى أعلن مساندته لها، وعمله في صفوف جبهة التحرير، فعمل في وفدها الخارجي في (القاهرة) بهمّة عالية وجدّ وإخلاص لا يعرف مللاً ونفاقاً اعتاده السياسيون بينهم في علاقاتهم، الأمر الذي أزعج بعضهم في (الوفد الخارجي) لـ (جبهة التحرير) في (القاهرة) من الذين يؤثرون الراحة في "صالونات" السياسة، حتى وصفه أحدهم بالوباء، فأجهد نفسه غير عابئ بأكثر من داء كان يستوطن جسمه، مؤجلاً العلاج، معجلاً بالمبادرة في ميدان العمل والنشاط، حتى تمكّن منه الداء فصرعه في إحدى مستشفيات (تركيا) حيث كانت وفاته في (12 مارس 1959).
.
‏ وبعد الاستقلال (1962) في الجزائر، نقلت رفاته من (تركيا) ليعاد دفنها في مسقط رأسه يوم (12 مارس 1987) لكنه كان أحد الذين شملهم (الجحود) بعدما استحوذ على دواليب الحكم في بلده (طلقاء) الثورة الجزائرية، فعاثوا فيه فساداً مستفيدين إلى أبعد حد من أسلوب "عفا الله عما سلف" الذي جعل (أبناء فرنسا) بالتبني و(الولاء) أسياداً في بلد الشهداء، والأحرار الذين أجهضت آمالهم، وتلاشت أحلامهم الوردية في أتون المؤامرات الاستعمارية الأوروبية، لكن (الورتلاني) بقي حياً في الوجدان الوطني والإسلامي، بجهوده الميدانية الشاهدة، وبأعماله المادية الناطقة بحبّه لوطنه، وأمته الإسلامية الكبرى، كما تعبّر عنها حشود من مقالاته في الصحف والدوريات الجزائرية، والعربية، والإسلامية عموماً، مما ضمّ جانباً منه كتابه "الجزائر الثائرة"(3).‏ وهو مجلد ضخم حوى كثيراً من عناصر التعبير عن معاناة (الجزائر) تجاه الاحتلال الفرنسي، ومعاناة العرب تخلفهم وتطاحنهم كمعاناة المسلمين تشرذمهم وتشتّتهم، محبباً التعاضد والاتحاد في بلده الذي أعلن ثورته، قائلاً عنه: "ليس في الجزائر اليوم من حيث الرأي والعمل إلا هيئة واحدة اسمها ومسماها الأمة الجزائرية الثائرة"(3) لائحاً باللائمة على التفرق والاختلاف بين أبناء الأمة الإسلامية الواحدة، وهو كما يقول: "من أثر الواقع المرّ الذي باعد بين عقولهم وأفكارهم، وبين قلوبهم وإحساساتهم، حتى كثرت أممهم وهم أمة واحدة، وحتى تعددت دولهم.. لأنهم فقدوا المصلحين الأكفاء دراية وإخلاصاً" لتوفير "الوسائل الصالحة لخلق الأمة العربية الواحدة" وبناء الأمة الإسلامية المتماسكة، القوية المتعاضد أبناؤها جميعاً في السراء والضراء.‏
.

مهما يكن من شيء يبقى (الفضيل الورتلاني) شخصية عربية إسلامية ذات أثر بعلمها، ودعوتها، فهو الوطني الجزائري الغيور على وطنه (الجزائر) المحتل، وهو العروبي المشوق إلى وحدة هذه الأمة كلبنة جوهرية أساسية أولى في بناء وحدة المسلمين، وتعاونهم على الخير، وتآزرهم في مواجهة الأعداء والخصوم.‏
.

رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته، بين الذين رضي الله عنهم، والخالدين في ضمائر أممهم.


الجمعة، 28 أغسطس 2009

والد القائد خالد مشعل في ذمّة الله .... تعزية الحركة





توفي في عمان صباح اليوم الجمعة (28-8) والد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل، بعد معاناة مع المرض استمرت عدة أيام.



وقالت مصادر طبية إن والد مشعل الحاج عبد الرحيم مشعل عانى من مرض ألمَّ به منذ عام.يُذكر أن الحاج عبد الرحيم مشعل سبق أن شارك في مقاومة الانتداب البريطاني، وفي ثورة 1936م، وفي ستينيات القرن الماضي توجه إلى الكويت للعمل فيها، وقد التحقت به أسرته عام 1967م، وظلت هناك حتى اندلاع حرب الخليج الثانية عام 1991م، إثر اجتياح العراق للكويت، لينتقل بعدها إلى الأردن ويستقر فيها.



وأكدت مصادر مطلعة لوكالة "صفا" أن اتصالات تجري لترتيب دخول مشعل إلى الأردن للمشاركة في مراسم الدفن التي لم يتضح موعدها بعد.وتشوب العلاقة بين حركة "حماس" والنظام الأردني -المتوترة في العادة- بعض حالات التوافق، خاصة مع تصاعد الحديث الصهيوني عن توطين الفلسطينيين بالأردن وموقف السلطة الفلسطينية وحركة "حماس" الرافض لهذا الموضوع.



من جهته، بعث محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين وأعضاء مكتب الإرشاد ببرقيات إلى مشعل أعربوا فيها عن خالص عزائهم ومواساتهم في وفاة والده، داعين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته، وأن يتقبله في الصالحين، وأن يدخله فسيح جناته.



وكان المرشد العام قد أجرى اتصالاً هاتفيًّا صباح الجمعة بمشعل أعرب فيه عن خالص عزائه ومواساته القلبية في وفاة الفقيد، داعيًا الله عز وجل أن يشمله بعظيم عفوه ومغفرته في شهر المغفرة والرحمة.



اللهم ارحمه واغفر له ذنوبه و تقبل منا ومن ابنه الصالح الدعاء له وألهمهم الصبر والسلوان
***********************
حركة الدعوة والتغيير تعزي الاخ خالد مشعل في وفاة والده رحمة الله عليه


على اثر تلقي حركة الدعوة والتغيير نبأ وفاة المجاهد الحاج عبد الرحيم مشعل والد الاخ المجاهد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية بفلسطين ،فان رئيس الحركة الشيخ مصطفى بلمهدي باسمه الشخصي ونيابة عن المكتب الوطني وكل أبناء حركة الدعوة والتغيير يتقدم للاخوة خالد مشعل وأعضاء المكتب السياسي وكافة المقاومين بأحر التعازي وأخلص عبارات المواساة راجين المولى تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهم عائلته الصغيرة وعائلته الكبيرة ممثلة في المقاومة والشعب الفلسطيني الصبر والسلوان والثبات على المنهج الذي كان عليه الفقيد يرحمه الله .وأعظم الله أجر الجميع ،وان لله ما أخذ وما أعطى

----------------------------------------

الحادي أون لاين

الخميس، 27 أغسطس 2009

القائد الدكتور محمود الزهار حفظه الله

د.محمود الزهار (1951 - ).و هو محمود خالد ولد في مدينة غزة في حى الزيتون لأم مصرية وأب فلسطيني









حياته المهنية

عمل منذ تخرّجه طبيباً في
مستشفيات غزة و خان يونس، إلى أن تم فصله من قبل سلطات الاحتلال بسبب مواقفه السياسية.

عمل رئيساً لقسم التمريض ومحاضراً في الجامعة الإسلامية بغزة حتى الآن.

تولى رئاسة الجمعية الطبية في قطاع غزة خلال الفترة من عام
1981-1985.

حصل على البكالوريس في الطب من
جامعة عين شمس في القاهرة.

مشواره السياسي

عضو القيادة السياسية
لحركة المقاومة الإسلامية، في قطاع غزة .

بدأ حياته السياسية في أحضان جماعة الإخوان المسلمين و كان مثالا يحتذى به ورجلا مقداما شجاعا لايخشى في الله لومة لائم .

يتمتع بشعبية كبيرة جدا ومحبوب ودمث الخلق و رحيما جدا و صبوراً كونه ثابت على موقفه وانفعاليا في الحق لايرضى الدنية في الدين والدنيا .

اختير كوزير خارجية في حكومة حماس برئاسة إسماعيل هنية وقام بجولة خارجية وحيدة منذ توليه مهام عمله ثم بقي كذلك حتى يومنا هذا .

والآن يشغل منصب مهم في قطاع غزة، فهو إمام مسجد لايحب الحاقدين والخونة ويحب الصادقين قدم اثنين من أبنائه شهداء لله ثم للوطن فنعم الأب ونعم القائد .

مسيرته الجهادية


اعتقل في سجون الاحتلال الصهيوني، لمدة ستة أشهر، عندما تعرّضت الحركة عام
1988 لأول وأكبر ضربة شاملة بعد ستة أشهر من تأسيسها.

كان من ضمن الذين تم إبعادهم إلى
مرج الزهور عام 1992، حيث قضى عاماً كاملاً في الإبعاد.

قضى بضعة شهور في سجون السلطة الفلسطينية عام 1996 ، تعرّض خلالها لتعذيب شديد جداً، نقل على إثرها إلى المستشفى وهو في حالة صحية حرجة.

يرأس مجلس إدارة مركز النور للدراسات والبحوث في قطاع غزة.

محاولة اغتياله


تعرض لمحاولة اغتيال حوالي الساعة العاشرة و الربع صباح اليوم الأربعاء
10 سبتمبر 2003 م إذ قامت طائرة أف 16 من سلاح الجو الإسرائيلي بقصف منزله في حي الرمال الجنوبي في مدينة غزة أدت لإصابته بجروح وإلى مقتل ابنه البكر خالد (1974-10 سبتمبر 2003)، وحارسه الشخصي، شحاتة يوسف الديري (28 عام)، حيث وصلا كأشلاء إلى مستشفى الشفاء بغزة.

يعتقد أن وزن القذيفة المستخدمة كان نصف طن
[1]، و قد تم تدمير المنزل المكون من طابقين تدميرا كاملا. إلا أن الزهار كان يقف خارج المنزل في ذلك الوقت، مما أدى إلى إصابته بجروح فقط، و أصيبت زوجته أيضا بجراح بالغة.

بلغ عدد الجرحى 20 شخصا آخرين و تضررت 10 مبان مجاورة أخرى منها
مسجد.


من الجدير بالذكر أنه في السابع من شهر الله المحرم الموافق للخامس عشر من يناير 2008، ارتقى نجله الثاني حسام (22 عاماً) إلى العلا ضمن كوكبة من أبناء فلسطين شملت سبعة عشر شهيدا وأكثر من خمسة وأربعين جرحا عندما توغلت آلة الحرب الصهيونية شرق غزة المحاصرة.
- الدكتور محمود الزهار فقد اثنين من أبنائه وهما (خالد وحسام (تصدي للاجتياح)، وزوج ابنته القائد أحمد عوض

مؤلفاته

له عدة مؤلفات فكرية وسياسية وأدبية، وهي:

إشكالية مجتمعنا المعاصر – (دراسة قرآنية).

(لا مكان تحت الشمس) رداً على كتاب بنيامين .

إشكاليات الخطاب الإسلامي المعاصر .

رواية (على الرصيف).

كتاب المواجهة الإعلامية.

"التدخين في قطاع غزة ويلاته ومآسيه" - (دراسة)

ترجم كتاب "الحرب المقدسة" لوليام بايتن
-------------------------------------------

القائد الأستاذ أبو صهيب رأفت جميل عبد الرحمن ناصيف

عضو القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"


رأفت جميل عبد الرحمن ناصيف – أبو صهيب –


·ولد في 2/4/1966 في مدينة طولكرم لأسرة محافظة عرفت بالالتزام والتدين


· أنهى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس المدينة وحصل على الثانوية العامة سنة 1984م من مدرسة الفاضلية الثانوية في الفرع العلمي

·حصل على شهادة البكالوريوس في التربية الإسلامية من جامعة القدس

·التزم في المساجد منذ نعومة أظفاره وقد شارك بكافة النشاطات الدعوية والإسلامية والتربوية

·انخرط في صفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس منذ بداية تأسيسها عام 1987م وقد كان أحد أبرز قيادييها في مدينة طولكرم

·تعرض للاعتقال عدة مرات في الانتفاضة الأولى وقد حكم عليه بالسجن عدة مرات منها:

1-اعتقال من تاريخ 19/8/1990م حتى تاريخ 18/10/1990م في سجن مجدو شهرين

2-اعتقال من تاريخ 15/12/1992م حتى تاريخ 18/12/1992م أثناء حملة الإبعاد

3-اعتقال من تاريخ 10/1/1994م حتى تاريخ 11/1/1996م سنة ونصف تنقل خلالها بين سجن الفارعة والظاهرية ومجدو

· اعتقل لدى السلطة الفلسطينية مرتين وقضى في سجونها ما يفوق على سنتين وقد أفرج عنه من سجن جنيد التابع للسلطة الفلسطينية عشية انتفاضة الأقصى المباركة.

·أثناء وجوده داخل سجون الاحتلال وداخل سجون السلطة شغل عدة مواقع قيادية وقد كان له دور مميز وفاعل في النقلة النوعية والإنجازات التي تم تحقيقها لصالح المعتقلين داخل سجن الظاهرية ومجدو والفارعة بعد عدة مواجهات ما بين المعتقلين والإدارة وذلك في أواخر العام 1995م.

·بعد خروجه من سجون السلطة الفلسطينية باشر نشاطه الفاعل والمميز وتزامن ذلك مع بداية انتفاضة الأقصى.. وقد شغل منصب الناطق الرسمي باسم حركة حماس في طولكرم بعد اعتقال الناطق السابق المعتقل عباس السيد.

·امتاز رأفت بقدرة فائقة على التحمل والصبر والإرادة وقد كان دائما رافعا للهمة والمعنويات داخل السجن وخارجه.

·يعاني من عدة أمراض أهمها مرض الشقيقة والتي تلازمه منذ 15 عاما وقد كان لسوء العلاج الطبي داخل السجون الأثر الكبير في ازدياد آلامه ومعاناته وكذلك يعاني من قرحة في المعدة منذ 6 سنوات وهو بحاجة ماسة للعلاج باستمرار.

يلفت اعتقال قوات الاحتلال عضو القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية حماس في طولكرم رأفت ناصيف النظر إلى السياسة الصهيونية المتبعة في الآونة الأخيرة ضد الحركة ويتماشى مع إعلان دولة الاحتلال أن علاقتها بالحركة هي علاقة حرب مفتوحة كل الخيارات فيها متاحة.

ففي الوقت الذي تواصل فيه دولة الاحتلال حملة التصفية والاغتيالات بحق القيادة السياسية لحماس في قطاع غزة والتي كان آخرها عمليتي الاغتيال بحق الشيخ احمد ياسين قائد ومؤسس الحركة والدكتور عبد العزيز الرنتيسي قائد الحركة في قطاع غزة تسعى دولة الكيان جاهدة للتخلص من كوادر الحركة وقياداتها السياسيين في الضفة الغربية في سياسة باتت مكشوفة الأهداف تسعى لمنع حماس من التواصل مع الشارع وحرمانها فرصة استثمار تضحياتها في إنجازات جماهيرية أو سياسية عبر تغييب عناصرها المؤهلين لقيادة الشارع الفلسطيني.

وتقول مصادر في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في نابلس إن السياسة الصهيونية هذه ليست جديدة مدللة على ذلك بقيام دولة الكيان بتوجيه ضربات وتنفيذ عمليات اغتيال بحق قادة الحركة السياسيين منذ وقت باكر في انتفاضة الأقصى مثل عملية اغتيال الشيخين جمال سليم وجمال منصور في نابلس بتاريخ 31/7/2001 الذين يحملان الصفة السياسية المحضة في الحركة.

وخلال سنوات انتفاضة الأقصى لم تجد دولة الاحتلال فرقا بين القتل والاعتقال مادامت تسعى في سياستها لإسكات صوت حماس.

وبالنظر إلى الشارع الفلسطيني اليوم تجد (حماس) غالبية قادتها السياسيين الذين لعبوا دورا فاعلا في إشعال انتفاضة الأقصى والحفاظ على استمراريتها موزعين في سجون الاحتلال وخاصة قادة الصف الأول.

ففي رام الله اعتقل الشيخ حسن يوسف أبرز شخصيات الحركة في الضفة الغربية والناطق الرسمي باسمها وكذلك الشيخ جمال الطويل احمد قادتها البارزين.

وفي نابلس اعتقلت قوات الاحتلال من أبرز قادة حماس السياسيين الشيخ تيسير عمران والأستاذ عدنان عصفور الذي مارس دورا إعلاميا نشطا في الحركة إضافة إلى دوره الجماهيري المميز في العمل الميداني من خلال عضويته في لجنة التنسيق الفصائلي.

واعتقلت قوات الاحتلال في حملتها على قادة حماس السياسيين في الضفة الغربية الناطق الرسمي باسم الحركة في جنين خالد الحاج والشيخ جمال أبو الهيجا الذي شغل حيزا رمزيا إعلاميا كبيرا فيها سيما خلال أحداث نيسان الدامي 2002 في مخيم جنين والشيخ إبراهيم جبر ووصفي كبها والشيخ محمد جمال النتشة في الخليل وسامح عفانة في قلقيلية.
وفي طولكرم تمكنت القوات الصهيونية من اعتقال المهندس عباس السيد الذي يطالب له قضاء دولة الاحتلال بالسجن 36 مؤبدا وأخيرا جاء اعتقال الأستاذ رأفت ناصيف بعد مطاردة طويلة واختفائه بصورة كلية عن الأنظار منذ خضوع المحافظة للاحتلال الصهيوني الجديد بعد عملية السور الواقي في نيسان 2002 وهو ما يمثل في توقيته وشكله الكثير من الرسائل التي تقرأها الحركة تحت عنوان تغييب القيادة.

رسائل كثيرة

وترى مصادر في (حماس) أن تركيز دولة الاحتلال لعمليات الاعتقال في صفوف قادتها يهدف إلى بلبلة صفوف الحركة وخلق حالة من الإرباك في برامجها النضالية والجماهيرية وتشويش التواصل بين أجهزتها المختلفة، فهو محاولة صهيونية لقطع الطريق على سياسة حماس التي انتهجتها منذ الإعلان عن تأسيسها والمتمثلة بالفصل ما بين جناحها العسكري والجناح السياسي وهي بالتالي ضربة جديدة لفكر الحركة المؤسساتي الذي يرى فيه الكثير من المراقبين والمحللين أحد أسباب نجاح الحركة وعامل حاسم في صمودها أمام ضربات الاحتلال المتتالية .

وترى حماس أن توقيت اعتقال الأستاذ رأفت ناصيف يندرج في سياق رغبة حكومة الاحتلال تحقيق برامج داخلية وحزبية لحزب الليكود الذي يقود الحكومة على صعيد تحقيق الإنجاز الأمني حيث تقول تلك المصادر :" عادة يلجأ الاحتلال إلى تضخيم بعض الأهداف المعادية التي ينجح بالوصول إليها.

قبل اعتقال ناصيف بأيام أصدرت وزارة حرب الاحتلال بيانا عددت فيه أسماء ثلاثة من الذين وصفتهم بألد أعدائها، اثنان منهم أعضاء في قيادة حماس السياسية بينهما ناصيف والثالث وصفته بقائد جماعة الإخوان المسلمين في الضفة الغربية وهي المرجعية الفكرية والدولية للحركة، وباعتقال أحد هؤلاء الثلاثة تكون دولة الاحتلال قد نقلت صورة للمجتمع الصهيوني أنها ماضية في القضاء على أعداء "إسرائيل".

جانب آخر سعت دولة الاحتلال لتكريسه من خلال اعتقالها القيادي ناصيف، فهو رغم غيابه عن الأنظار إلا أنه مارس من محل اختفائه دورا إعلاميا نشطا فهو صاحب زاوية مقالات ثابتة تتابع الأحداث باستمرار على صفحات المواقع الإخبارية الالكترونية كما كان له حضور دائم على شاشات بعض الفضائيات عبر الهاتف وهو متحدث دائم عبر الهاتف أيضا إلى جماهير طولكرم في الفعاليات الجماهيرية والمهرجانات التي تنظمها الحركة أو تشارك بها، حيث يرى الكثير من المراقبين في اعتقاله تغييبا للسان جديد من السن حماس الإعلامية والناطقة باسمها، سيما أن الضرورات الأمنية بعد المتغيرات الميدانية الجديدة تتطلب من قادة الحركة الآخرين اتخاذ إجراءات احتياط وأمان أكثر وأشد صرامة خاصة فيما يتعلق بمجالات الظهور الإعلامي.

ويقرأ عدد من المراقبين تشديد الهجمة على قادة حماس السياسيين في وقت يتزامن مع تصعيد عمليات اغتيال عناصر المقاومة المسلحة في الضفة الغربية بالمحاولة الصهيونية لإنهاء المقاومة الفلسطينية والإقرار الضمني بفشل (إسرائيل) في اجتثاث حركة حماس من جذورها وهو الهدف الذي تؤكده دولة العدو الصهيوني منذ 16 عاما على انطلاق الحركة والذي اخذ يتمحور الآن بصورة أكثر تركيزا على توجيه الضربات (النوعية) وحرمان الحركة من عقولها المدبرة والمسيرين لشؤونها في إقرار يتماشى مع استطلاعات الرأس الأخيرة ورؤية المراقبين التي تؤكد سيطرة حماس على الشارع الفلسطيني.
-------------------------------------